دائماً ما نسمع او نقرأ نقاشات و حوارات مع الفنانين و علاقتهم بما يقدمونه من اعمال، او آراء المقيّمين الفنيين ،تقييمهم النقدي و انطباعاتهم القائمة على مقاييس و اسس معينة، و لكن ماذا عن رأي المتلقي؟ و الاهم، ماذا عن مشاعر المتلقي؟
ذلك المتلقي، الشخص الوفي الذي يتوق دائما لزيارة المعارض بحثا عن متنفس ، عزلة من ضوضاء و صخب الحياة المدنية، و مساحة للصمت و التأمل.
و كأن هذه المساحة من الابداع، تذكّره بانسانيته المهجورة في الركن البعيد بسبب الروتين اليومي المعتاد.
فيقف بالدقائق امام كل عمل ، يرى فيها تارة انعكاس ذلك العمل الفني على ذاته و افكاره و مشاعره و تارة اخرى يُسقط هو على العمل الفني ما بداخله من مشاعر ،افكار و خيالات. باحثا عما يشبهه فيشعر بالألفة، أو عما يعبّر عنه فيشعر بالاطمئنان.
و في اجمل الاحيان و أرقها ،يُلهمه العمل الفني او الفنان فيسارع المتلقي لاتخاذ الخطوة الاولى لحلم مؤجل او فكرة ما تظل تجول برأسه بين الفينة و الاخرى.
ما بين الفنان و فنه يقف المتلقي شاهدا، ناقدا و حالما باحثاً عن إلهام ، و تلك العلاقة بين المتلقي و الفن تستحق التدوين. لأجلها اكتب و من أجلها أُدوّن. و ها أنا ذا اخطو خطوتي الاولى و انتم اول من يشهد على هذه الخطوة الواثقة!
تلك الخطوة الواثقة أسميتها "كَينونة About Being".